بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
قيام الليل سنة في أيام السنة كلها، أما صلاة التراويح فهي سنة خاصة بشهر رمضان، وتبدأ سنة صلاة التراويح بدخول أول ليلة من شهر رمضان، فأما الليلة التي ينتظر فيها الناس رؤية الهلال، فالأصل أنه لا يصلى فيها التراويح إلا بعد التأكد من ظهور الهلال، على أنه من الممكن أن يصلي الناس التراويح هذه الليلة إذا أثبت علم الفلك ميلاد الهلال، فقد تقدم علم الفلك تقدما صارت نسبة الخطأ فيه واحدا إلى مائة ألف خطأ في الثانية الواحدة، وإذا أثبت الفلك عدم ميلاد الهلال فلا تراويح.
ومن الممكن أن يصلي الناس هذه الليلة بنية القيام فهو سنة طوال السنة، على أن غير واحد من العلماء يرى أن ليلة الشك يسن فيها صلاة التراويح. والمهم أن لا يختلف الناس حول هذه القضية التي ليس فيها نص قاطع أو صريح.
قال الجصاص في أحكام القرآن من فقهاء الحنفية:
لما كانت الشهور التي تتعلق بها أحكام الشرع هي شهور الأهلة والهلال أول ما يظهر فإنما يظهر ليلا ولا يظهر ابتداء النهار, وجب أن يكون ابتداؤها من الليل; ولا خلاف بين أهل العلم أن أول ليلة من شهر رمضان هي من رمضان وأن أول ليلة من شوال هي من شوال , فثبت بذلك أن ابتداء الشهور من الليل ألا ترى أنهم يبتدءون بصلاة التراويح في أول ليلة منه ؟ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت فيه الشياطين}, وجميع ذلك يدل على أن ابتداء الشهور من أول الليل.
وقال ابن قدامة في المغني:
واختلف أصحاب المذهب الحنبلي - في قيام ليلة الشك; فحكي عن القاضي أنه قال: جرت هذه المسألة في وقت شيخنا أبي عبد الله فصلى, وصلاها القاضي أبو يعلى أيضا; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله فرض عليكم صيامه , وسننت لكم قيامه} فجعل القيام مع الصيام .
وذهب أبو حفص العكبري- من فقهاء الحنابلة - إلى ترك القيام, وقال: المعول في الصيام على حديث ابن عمر, وفعل الصحابة والتابعين, ولم ينقل عنهم قيام تلك الليلة. واختاره التميميون – من فقهاء الحنابلة-; لأن الأصل بقاء شعبان, وإنما صرنا إلى الصوم احتياطا للواجب, والصلاة غير واجبة, فتبقى على الأصل.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية حول بيان قيام الليل، وسنة التراويح:
المقصود بإحياء الليل هو: إمضاء الليل, أو أكثره في العبادة كالصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم, ونحو ذلك، ويطلق عليه بعض الفقهاء أيضا قيام الليل، وإحياء الليل: يكون في كل ليلة من ليالي العام, ويكون بأي من العبادات المذكورة أو نحوها وليس بخصوص الصلاة. أما صلاة التراويح فتكون في ليالي رمضان خاصة. والله أعلم.
<<<<< منقول للفائده>>>>